مشاركة مميزة

حديث ثمانين غاية من صحيح البخاري

بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ الْغَدْرِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِن...

الاثنين، 29 أغسطس 2016

ألا إن القوة الرمي

باب فضل الرمي والحث عليه وذم من علمه ثم نسيه

1917 حدثنا هارون بن معروف أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي علي ثمامة بن شفي أنه سمع عقبة بن عامر يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو على المنبر يقول ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي ألا إن القوة الرمي

رواه مسلم

شرح النووي على مسلم
قوله : ( ثمامة بن شفي ) هو بشين معجمة مضمومة ثم فاء مفتوحة ثم ياء مشددة .

قوله صلى الله عليه وسلم في تفسير قوله تعالى : وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ( ألا إن القوة الرمي ، قالها [ ص: 57 ] ثلاثا ) هذا تصريح بتفسيرها ، ورد لما يحكيه المفسرون من الأقوال سوى هذا . وفيه وفي الأحاديث بعده : فضيلة الرمي والمناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله تعالى ، وكذلك المشاجعة وسائر أنواع استعمال السلاح ، وكذا المسابقة بالخيل وغيرها ، كما سبق في بابه ، والمراد بهذا كله التمرن على القتال والتدرب ، والتحذق فيه ، ورياضة الأعضاء بذلك .

3083 حدثنا أحمد بن منيع حدثنا وكيع عن أسامة بن زيد عن صالح بن كيسان عن رجل لم يسمه عن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية على المنبر ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ) قال ألا إن القوة الرمي ثلاث مرات ألا إن الله سيفتح لكم الأرض وستكفون المؤنة فلا يعجزن أحدكم أن يلهو بأسهمه قال أبو عيسى وقد روى بعضهم هذا الحديث عن أسامة بن زيد عن [ص: 253] صالح بن كيسان رواه أبو أسامة وغير واحد عن عقبة بن عامر وحديث وكيع أصح وصالح بن كيسان لم يدرك عقبة بن عامر وقد أدرك ابن عمر

قوله : ( عن أسامة بن زيد ) هو الليثي .

قوله : وأعدوا لهم ما استطعتم إلخ " ما " موصولة والعائد محذوف و " من قوة " بيان له ، فالمراد هنا نفس القوة . وفي هذا البيان والمبين إشارة إلى أن هذه العدة لا تستحب بدون المعالجة والإدمان الطويل ، وليس شيء من عدة الحرب وأداتها أحوج إلى المعالجة والإدمان عليها مثل القوس والرمي بها ، ولذلك كرر صلوات الله وسلامه عليه تفسير القوة بالرمي بقوله ( ألا ) للتنبيه ( إن القوة الرمي ) أي هو العمدة ( ثلاث مرات ) كررها ثلاثا لزيادة التأكيد أو إشارة إلى الأحوال الثلاث من القلة والكثرة وبينهما فإنها نافية في جميعها ( وستكفون المؤنة ) بصيغة المجهول : أي سيكفيكم الله مؤنة القتال بما فتح عليكم ، وفي رواية مسلم يكفيكم الله .

قال القاري : أي شرهم بقوته وقهره لكن ثوابكم وأجركم مترتب على سعيكم وتعبكم ( فلا يعجزن ) بكسر الجيم على المشهور وبفتحها على لغة ، ومعناه الندب إلى الرمي .

قال النووي في شرح مسلم فيه : وفي الأحاديث بعد فضيلة الرمي والمناضلة والاعتناء بذلك بنية الجهاد في سبيل الله تعالى ، وكذلك المشاحفة وسائر أنواع استعمال السلاح . وكذا [ ص: 377 ] المسابقة بالخيل وغيرها ، والمراد بهذا كله التمرن على القتال والتدرب والتحذق فيه ، ورياضة الأعضاء بذلك ( أن يلهو ) أي يشتغل يلعب ( بأسهمه ) جمع السهم أي مع قسيها بنية الجهاد وحديث عقبة هذا أخرجه أيضا مسلم من وجه آخر .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق