مشاركة مميزة

حديث ثمانين غاية من صحيح البخاري

بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ الْغَدْرِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِن...

الجمعة، 30 يونيو 2017

 أمة ولود…….. جَاءَ رَجُلٌ إِلَى  النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا قَالَ لَا ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ 

2050 حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ أَخْبَرَنَا مُسْتَلِمُ بْنُ سَعِيدٍ ابْنَ أُخْتِ مَنْصُورِ بْنِ زَاذَانَ عَنْ مَنْصُورٍ يَعْنِي ابْنَ زَاذَانَ عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي أَصَبْتُ امْرَأَةً ذَاتَ حَسَبٍ وَجَمَالٍ وَإِنَّهَا لَا تَلِدُ أَفَأَتَزَوَّجُهَا قَالَ لَا ثُمَّ أَتَاهُ الثَّانِيَةَ فَنَهَاهُ ثُمَّ أَتَاهُ الثَّالِثَةَ فَقَالَ تَزَوَّجُوا الْوَدُودَ الْوَلُودَ فَإِنِّي مُكَاثِرٌ بِكُمْ الْأُمَمَ
رواه أبو داود والنسائي
عون المعبود
( وأنها لا تلد ) : كأنه علم بذلك بأنها لا تحيض (تزوجوا الودود ) : أي التي تحب زوجها ( الولود ) :أي التي تكثر ولادتها . وقيد بهذين لأن الولود إذا لم تكن ودودا لم يرغب الزوج فيها ، والودود إذا لم تكن ولودا لم يحصل المطلوب وهو تكثير الأمة بكثرة التوالد ، ويعرف هذان الوصفان في الأبكار من أقاربهن إذ الغالب سراية طباع الأقارب بعضهن إلى بعض ويحتمل والله تعالى أعلم أن يكون معنى تزوجوا اثبتوا على زواجها وبقاء نكاحها إذا كانت موصوفة بهذين الوصفين قاله في المرقاة . 

قلت : هذا الاحتمال يزاحمه سبب الحديث ( فإني مكاثر بكم الأمم ) : أي مفاخر بسببكم سائر الأمم لكثرة أتباعي . 

قال المنذري وأخرجه النسائي 

الأحد، 25 يونيو 2017

كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا التقوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ : تقبل اللهُ منَّا ومنكَ

 1 - لقيتُ واثلةَ بنَ الأسقعِ في يومِ عيدٍ ، فقلتُ : تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ . قال : نعم ، تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ ، قال واثلةُ : لقيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ عيدٍ فقلتُ : تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ ، قال : نعم تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: ابن عدي- المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 3/319 خلاصة حكم المحدث: منكر     

 2 - لقيتُ واثلةَ بنَ الأسقعِ في يومِ عيدٍ فقلتُ : تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ . فقال : نعم تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ . قال واثلةُ : لقيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ عيدٍ فقلتُ : تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ , فقال : نعم تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ . الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: الذهبي- المصدر: المهذب - الصفحة أو الرقم: 3/1246 خلاصة حكم المحدث: فيه محمد متهم بالكذب قال ابن عدي: هذا منكر تفرد به محمد     

 3 - عن واثلةَ بنِ الأسقعِ قال لقيت النبيَّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلمَ يومَ العيدِ فقلت تقبَّل اللهُ منَّا ومنك قال تقبَّل اللهُ منَّا ومنك الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: ابن حبان- المصدر: المجروحين - الصفحة أو الرقم: 2/319 خلاصة حكم المحدث: [فيه] محمد بن إبراهيم الشامي يضع الحديث على الشاميين لا تحل الرواية عنه إلا عند الاعتبار     

 4 - لقيتُ النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ في يومَ عيدٍ فقلتُ يا رسولَ اللَّهِ تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنْكَ قالَ نعَم تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنْكَ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: ابن عدي- المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 7/524 خلاصة حكم المحدث: منكر     

 5 - قال وائلةُ : لقيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ عيدٍ فقلتُ : تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ ، قال : نعم تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: البيهقي- المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 3/319 خلاصة حكم المحدث: روي بإسناد موقوف غير مرفوع ولا أراه محفوظاً     

 6 - لَقيتُ النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم في يومِ عيدٍ فقلتُ : يا رسولَ اللهِ تقبَّل اللهُ منَّا ومنك ، قال : نعم تقبَّل اللهُ منَّا ومنك الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: ابن القيسراني- المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 4/1950 خلاصة حكم المحدث: منكر     

 7 - كنتُ معَ النَّبيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ العيدِ فقلتُ: يا رسولَ اللَّهِ تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنكَ، قالَ: نعَم تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنكِ . الراوي: واثلة المحدث: ابن الجوزي- المصدر: العلل المتناهية - الصفحة أو الرقم: 1/472 خلاصة حكم المحدث: لا يصح     

 8 - لقيتُ واثلةَ يومَ عيدٍ فقلتُ تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنكَ فقالَ تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنكَ الراوي: عمر الأنصاري المحدث: الهيثمي- المصدر: مجمع الزوائد - الصفحة أو الرقم: 2/209 خلاصة حكم المحدث: [فيه] عمر لم أعرفه‏      

9 - أنَّ واثلةَ لقيَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليْهِ وسلَّمَ يومَ عيدٍ فقالَ تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنْكَ فقالَ نعَم تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنْكَ الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني- المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 2/517 خلاصة حكم المحدث: [فيه] محمد بن إبراهيم الشامي ضعيف، وقد تفرد به مرفوعا، وخولف فيه     

 10 - أنَّ خالِدَ بنَ مَعدانَ لقِيَ واثِلةَ بنَ الأسقَعِ في يومِ عيدٍ فقالَ لَهُ : تقبَّلَ اللَّهُ مِنَّا ومِنكَ ، فقالَ لَهُ : نعَم تقبَّلَ اللَّه منَّا ومِنكَ ، وأسنَدَهُ إلى النَّبِيِّ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: السخاوي- المصدر: المقاصد الحسنة - الصفحة أو الرقم: 199 خلاصة حكم المحدث: الأشبه فيه الوقف وله شواهد     

 11 - لقيَ خالدُ بنُ معدانَ واثلةَ بنَ الأسقعِ في يومِ عيدٍ فقالَ : تقبلَ اللهُ مِنَّا ومِنكَ . فقال لهُ : نعمْ تقبلَ اللهُ مِنَّا ومِنكَ ، وأسندَهُ إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: ملا علي قاري- المصدر: الأسرار المرفوعة - الصفحة أو الرقم: 179 خلاصة حكم المحدث: الأشبه فيه الوقف      

12 - كنتُ مع أبي أمامةَ الباهليِّ وغيرِه من أصحابِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم ، فكانوا إذا رجعوا من العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ : تقبَّل اللهُ منَّا ومنك الراوي: محمد بن زياد المحدث: الإمام أحمد- المصدر: المغني - الصفحة أو الرقم: 3/294 خلاصة حكم المحدث: إسناده جيد     

 13 - لقيتُه يومَ العيدِ فقلتُ تقبَّل اللهُ منَّا ومنك الراوي: - المحدث: ابن القيسراني- المصدر: معرفة التذكرة - الصفحة أو الرقم: 189 خلاصة حكم المحدث: فيه محمد بن إبراهيم الشامي كان يعتاد أن يضع الحديث      

14 - لَقِيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يومَ العِيدِ فقُلْتُ تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنْكَ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: ابن القيسراني- المصدر: تذكرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 271 خلاصة حكم المحدث: [فيه] محمد بن إبراهيم الشامي يضع الحديث على الشاميين      

15 - لقيتُه يومَ عيدٍ فقال تقبَّلَ اللهُ مِنَّا ومِنكَ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: الذهبي- المصدر: تلخيص العلل المتناهية - الصفحة أو الرقم: 163 خلاصة حكم المحدث: فيه محمد بن إبراهيم الشامي متهم     

 16 - كان أصحابُ رسولِ اللهِ صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ إذا التقوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ : تقبل اللهُ منَّا ومنكَ الراوي: جبير بن نفير (تابعي) المحدث: ابن حجر العسقلاني- المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 2/517 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن      

17 - أنَّ عُبادةَ بنِ الصَّامتِ سأل رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ عن ذلك [قولِ تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنْك] فقالَ: ذلِكَ فعلُ أَهلِ الْكتابينِ الراوي: عبادة بن الصامت المحدث: ابن حجر العسقلاني- المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 2/517 خلاصة حكم المحدث: إسناده ضعيف     

 18 - من لقِيَ أخاهُ عندَ الانصرافِ منَ الجمعةِ، فليقل: تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنْكَ، فإنَّها فريضةٌ أدَّيتُموها إلى ربِّكُم الراوي: - المحدث: الشوكاني- المصدر: الفوائد المجموعة - الصفحة أو الرقم: 235 خلاصة حكم المحدث: في إسناده كذاب      

19 - تقبَّلَ اللهُ منا ومنكَ . في العيدِ الراوي: واثلة بن الأسقع الليثي أبو فسيلة المحدث: الألباني- المصدر: السلسلة الضعيفة - الصفحة أو الرقم: 5666 خلاصة حكم المحدث: ضعيف جدا     

 20 - من لقيَ أخاهُ عندَ الانصرافِ منَ الجمعةِ فليقُل تقبَّلَ اللَّهُ منَّا ومنْكَ فإنَّها فريضةٌ أدَّيتُموها إلى ربِّكم الراوي: - المحدث: الألباني- المصدر: الأجوبة النافعة - الصفحة أو الرقم: 74 خلاصة حكم المحدث: [فيه] نهشل وهو كذاب     

 21 - كنتُ معَ أبِي أمامَةَ الباهِلِيِّ وغيرِهِ مِنْ أصحابِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ , فكانوا إذا رجعوا يقولُ بعضُهم لبعضٍ : تَقَبَّلَ اللهُ منا ومنكَ الراوي: محمد بن زياد المحدث: الألباني- المصدر: تمام المنة - الصفحة أو الرقم: 355 خلاصة حكم المحدث: إسناده حسن      

22 - كان أصحابُ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم إذا الْتَقَوْا يومَ العيدِ يقولُ بعضُهم لبعضٍ : تَقَبَّلَ اللهُ مِنَّا ومنكَ الراوي: جبير بن نفير (تابعي) المحدث: الألباني- المصدر: تمام المنة - الصفحة أو الرقم: 354 خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح     

السبت، 24 يونيو 2017

أَنَّهُ  أَصَابَهُمْ مَطَرٌ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَصَلَّى بِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ 

بَاب يُصَلِّي بِالنَّاسِ الْعِيدَ فِي الْمَسْجِدِ إِذَا كَانَ يَوْمُ مَطَرٍ 

1160 حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ح و حَدَّثَنَا  الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ حَدَّثَنَا  عَبْدُ اللَّهِ بْنُ يُوسُفَحَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ  حَدَّثَنَا رَجُلٌ  مِنْ الْقَرَوِيِّينَ وَسَمَّاهُ الرَّبِيعُ فِي حَدِيثِهِ عِيسَى بْنَ عَبْدِ الْأَعْلَى بْنِ أَبِي فَرْوَةَ سَمِعَ أَبَا يَحْيَى عُبَيْدَ اللَّهِ التَّيْمِيَّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ  أَنَّهُ  أَصَابَهُمْ مَطَرٌ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَصَلَّى بِهِمْ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاةَ الْعِيدِ فِي الْمَسْجِدِ 
رواه أبو داود وابن ماجة

عون المعبود

 256 - باب يصلي بالناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر ( أنه ) : أي الشأن ( أصابهم ) : أي الصحابة ( صلاة العيد في المسجد ) : أي مسجد المدينة قال ابن الملك يعني كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي صلاة العيد في الصحراء إلا إذا أصابهم مطر فيصلي في المسجد ، فالأفضل أداؤها في الصحراء في سائر البلدان وفي مكةخلاف ، والظاهر أن المعتمد في مكة أن يصلي فيالمسجد الحرام على ما عليه العمل في هذه الأيام ، ولم يعرف خلافه منه عليه الصلاة والسلام ولا من أحد من السلف الكرام ، فإنه موضوع بحكم قوله تعالى إن أول بيت وضع للناس لعموم عباداتهم من صلاة الجماعة والجمعة والعيد والاستسقاء والجنازة والكسوف والخسوف ذكره في المرقاة . 

وفي السبل : وقد اختلف العلماء على قولين : هل الأفضل في صلاة العيد الخروج إلى الجبانة ، أو الصلاة في مسجد البلد إذا كان واسعا الأول قولالشافعي أنه إذا كان مسجد البلد واسعا صلوا فيه ولا يخرجون ، فكلامه يقضي بأن العلة في الخروج طلب الاجتماع ، ولذا أمر ـ صلى الله عليه وسلم ـ بإخراج العواتق وذوات الخدور ، فإذا حصل ذلك في المسجد فهو أفضل ، ولذلك أهل مكة لا يخرجون لسعة مسجدها وضيق أطرافها وإلى هذا ذهب جماعة قالوا الصلاة في المسجد أفضل . والقول الثاني لمالك أن الخروج إلى الجبانة أفضل ولو اتسع المسجد للناس وحجتهم محافظته ـ صلى الله عليه وسلم ـ على ذلك ولم يصل في المسجد إلا لعذر المطر ولا يحافظ ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا على الأفضل ، ولقول عليرضي الله عنه وأنه روي أنه خرج إلى الجبانة لصلاة العيد وقال : لولا أنه السنة لصليت في المسجد ، واستخلف من يصلي بضعفة الناس في المسجد ، قالوا : فإن كان في الجبانة مسجد مكشوف فالصلاة فيه أفضل ، وإن كان مسقوفا ففيه تردد . انتهى . 

قال في فتح الباري قال الشافعي في الأم : بلغنا أنرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يخرج في العيدين إلى المصلى بالمدينة وهكذا من بعده إلا من عذر مطر ونحوه ، وكذا عامة أهل البلدان إلا أهل مكة انتهى . 

والحديث أخرجه ابن ماجه والحاكم وسكت عنه أبو داود والمنذري وقال في التلخيص : إسناده ضعيف انتهى . 

قلت : في إسناده رجل مجهول وهو عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة الفروي المدني ، قال فيه الذهبيفي الميزان : لا يكاد يعرف ، وقال هذا حديث منكر . وقال ابن القطان لا أعلم عيسى هذا مذكورا في شيء من كتب الرجال ولا في غير هذا الإسناد انتهى . 

قال المنذري وأخرجه ابن ماجه . 

الخميس، 22 يونيو 2017

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر (53)

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر (53)

هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة وغيرهم إلى التوبة والإنابة ، وإخبار بأن الله يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها ورجع عنها ، وإن كانت مهما كانت وإن كثرت وكانت مثل زبد البحر . ولا يصح حمل هذه [ الآية ] على غير توبة ; لأن الشرك لا يغفر لمن لم يتب منه . وقال البخاري : حدثنا إبراهيم بن موسى ، أخبرنا هشام بن يوسف ; أن ابن جريج أخبرهم : قال يعلى : إن سعيد بن جبير أخبره عن ابن عباس [ رضي الله عنهما ] ; أن ناسا من أهل الشرك كانوا قد قتلوا فأكثروا ، وزنوا فأكثروا . فأتوا محمدا - صلى الله عليه وسلم - فقالوا : إن الذي تقول وتدعو إليه لحسن لو تخبرنا أن لما عملنا كفارة . فنزل : ( والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ) [ الفرقان : 68 ] ، ونزل [ قوله ] : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) . وهكذا رواه مسلم وأبو داود والنسائي ، من حديث ابن جريج ، عن يعلى بن مسلم المكي ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس ، به . والمراد من الآية الأولى قوله : ( إلا من تاب وآمن وعمل صالحا ) الآية . [ الفرقان : 70 ] . وقال الإمام أحمد : حدثنا حسن ، حدثنا ابن لهيعة ، حدثنا أبو قبيل قال : سمعت أبا عبد الرحمن المري يقول : سمعت ثوبان - مولى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " ما أحب أن لي الدنيا وما فيها بهذه الآية : ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم ) إلى آخر الآية ، فقال رجل : يا رسول الله ، فمن أشرك ؟ فسكت النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : " ألا ومن أشرك " ثلاث مرات . تفرد به الإمام أحمد . وقال الإمام أحمد أيضا : حدثنا سريج بن النعمان ، حدثنا روح بن قيس ، عن أشعث بن جابر الحداني ، عن مكحول ، عن عمرو بن عبسة قال : جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - شيخ كبير يدعم على عصا له ، فقال : يا رسول الله إن لي غدرات وفجرات ، فهل يغفر لي ؟ فقال : " ألست تشهد أن لا إله إلا الله ؟ " قال : بلى ، وأشهد أنك رسول الله . فقال : " قد غفر لك غدراتك وفجراتك " . تفرد به أحمد . وقال الإمام أحمد : حدثنا يزيد بن هارون ، حدثنا حماد بن سلمة ، عن ثابت ، عن شهر بن حوشب ، عن أسماء بنت يزيد قالت : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرأ : ( إنه عمل غير صالح ) [ هود : 46 ] وسمعته يقول : " ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) ولا يبالي ( إنه هو الغفور الرحيم ) ورواه أبو داود والترمذي ، من حديث ثابت ، به . فهذه الأحاديث كلها دالة على أن المراد : أنه يغفر جميع ذلك مع التوبة ، ولا يقنطن عبد من رحمة الله ، وإن عظمت ذنوبه وكثرت ; فإن باب التوبة والرحمة واسع ، قال الله تعالى : ( ألم يعلموا أن الله هو يقبل التوبة عن عباده ) [ التوبة : 104 ] ، وقال تعالى : ( ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ) [ النساء : 110 ] ، وقال تعالى في حق المنافقين : ( إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار ولن تجد لهم نصيرا إلا الذين تابوا ) [ النساء : 146 ، 145 ] ، وقال ( لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة وما من إله إلا إله واحد وإن لم ينتهوا عما يقولون ليمسن الذين كفروا منهم عذاب أليم ) [ المائدة : 73 ] ، ثم قال ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) [ المائدة : 74 ] ، وقال ( إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا ) [ البروج : 10 ] . قال الحسن البصري : انظر إلى هذا الكرم والجود ، قتلوا أولياءه وهو يدعوهم إلى التوبة والمغفرة ! . والآيات في هذا كثيرة جدا . وفي الصحيحين عن أبي سعيد ، عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حديث الذي قتل تسعا وتسعين نفسا ، ثم ندم وسأل عابدا من عباد بني إسرائيل : هل له من توبة ؟ فقال : لا . فقتله وأكمل به مائة . ثم سأل عالما من علمائهم : هل له من توبة ؟ فقال : ومن يحول بينك وبين التوبة ؟ ثم أمره بالذهاب إلى قرية يعبد الله فيها ، فقصدها فأتاه الموت في أثناء الطريق ، فاختصمت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب ، فأمر الله أن يقيسوا ما بين الأرضين ، فإلى أيهما كان أقرب فهو منها . فوجدوه أقرب إلى الأرض التي هاجر إليها بشبر ، فقبضته ملائكة الرحمة . وذكر أنه نأى بصدره عند الموت ، وأن الله أمر البلدة الخيرة أن تقترب ، وأمر تلك البلدة أن تتباعد هذا معنى الحديث ، وقد كتبناه في موضع آخر بلفظه . وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس ، رضي الله عنهما [ في ] قوله : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا ) إلى آخر الآية ، قال : قد دعا الله إلى مغفرته من زعم أن المسيح هو الله ، ومن زعم أن المسيح هو ابن الله ، ومن زعم أن عزيرا ابن الله ، ومن زعم أن الله فقير ، ومن زعم أن يد الله مغلولة ، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة ، يقول الله تعالى لهؤلاء : ( أفلا يتوبون إلى الله ويستغفرونه والله غفور رحيم ) [ المائدة : 74 ] ثم دعا إلى توبته من هو أعظم قولا من هؤلاء ، من قال : ( أنا ربكم الأعلى ) [ النازعات : 24 ] ، وقال ( ما علمت لكم من إله غيري ) [ القصص : 38 ] . قال ابن عباس [ رضي الله عنهما ] من آيس عباد الله من التوبة بعد هذا فقد جحد كتاب الله ، ولكن لا يقدر العبد أن يتوب حتى يتوب الله عليه . وروى الطبراني من طريق الشعبي ، عن شتير بن شكل أنه قال : سمعت ابن مسعود يقول إن أعظم آية في كتاب الله : ( الله لا إله إلا هو الحي القيوم ) [ البقرة : 255 ] ، وإن أجمع آية في القرآن بخير وشر : ( إن الله يأمر بالعدل والإحسان ) [ النحل : 90 ] ، وإن أكثر آية في القرآن فرجا في سورة الغرف : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) ، وإن أشد آية في كتاب الله تصريفا ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب ) [ الطلاق : 3 ، 2 ] . فقال له مسروق : صدقت . وقال الأعمش ، عن أبي سعيد ، عن أبي الكنود قال : مر عبد الله - يعني ابن مسعود - على قاص ، وهو يذكر الناس ، فقال : يا مذكر لم تقنط الناس ؟ ثم قرأ : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ) رواه ابن أبي حاتم . ذكر أحاديث فيها نفي القنوط : قال الإمام أحمد : حدثنا سريج بن النعمان ، حدثنا أبو عبيدة عبد المؤمن بن عبيد الله ، حدثني أخشن السدوسي قال : دخلت على أنس بن مالك فقال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " والذي نفسي بيده ، لو أخطأتم حتى تملأ خطاياكم ما بين السماء والأرض ، ثم استغفرتم الله لغفر لكم ، والذي نفس محمد بيده ، لو لم تخطئوا لجاء الله بقوم يخطئون ، ثم يستغفرون الله فيغفر لهم " تفرد به [ الإمام ] أحمد . وقال الإمام أحمد : حدثنا إسحاق بن عيسى حدثني ليث حدثني محمد بن قيس - قاص عمر بن عبد العزيز - عن أبي صرمة ، عن أبي أيوب الأنصاري - رضي الله عنه - أنه قال حين حضرته الوفاة : قد كنت كتمت منكم شيئا سمعته من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : " لولا أنكم تذنبون ، لخلق الله قوما يذنبون فيغفر لهم " . هكذا رواه الإمام أحمد ، وأخرجه مسلم في صحيحه ، والترمذي جميعا ، عن قتيبة ، عن الليث بن سعد به . ورواه مسلم من وجه آخر به ، عن محمد بن كعب القرظي ، عن أبي صرمة - وهو الأنصاري صحابي - عن أبي أيوب به . وقال الإمام أحمد : حدثنا أحمد بن عبد الملك الحراني ، حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال : سمعت أبي يحدث عن أبي الجوزاء ، عن ابن عباس قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " كفارة الذنب الندامة " ، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " لو لم تذنبوا لجاء الله بقوم يذنبون ، فيغفر لهم " تفرد به أحمد . وقال عبد الله ابن الإمام أحمد : حدثني عبد الأعلى بن حماد النرسي ، حدثنا داود بن عبد الرحمن ، حدثنا أبو عبد الله مسلمة الرازي ، عن أبي عمرو البجلي ، عن عبد الملك بن سفيان الثقفي ، عن أبي جعفر محمد بن علي ، عن محمد بن الحنفية ، عن أبيه ، علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " إن الله يحب العبد المفتن التواب " . لم يخرجوه من هذا الوجه . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبي ، حدثنا موسى بن إسماعيل ، حدثنا حماد ، أخبرنا ثابت وحميد ، عن عبد الله بن عبيد بن عمير قال : إن إبليس - عليه لعائن الله - قال : يا رب ، إنك أخرجتني من الجنة من أجل آدم ، وإني لا أستطيعه إلا بسلطانك . قال : فأنت مسلط . قال : يا رب ، زدني . قال : لا يولد له ولد إلا ولد لك مثله . قال : يا رب ، زدني . قال : أجعل صدورهم مساكن لكم ، وتجرون منهم مجرى الدم . قال : يا رب ، زدني . قال : أجلب عليهم بخيلك ورجلك ، وشاركهم في الأموال والأولاد ، وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا . فقال آدم [ عليه السلام ] يا رب ، قد سلطته علي ، وإني لا أمتنع [ منه ] إلا بك . قال : لا يولد لك ولد إلا وكلت به من يحفظه من قرناء السوء . قال : يا رب ، زدني . قال : الحسنة عشر أو أزيد ، والسيئة واحدة أو أمحوها . قال : يا رب ، زدني . قال : باب التوبة مفتوح ما كان الروح في الجسد . قال : يا رب ، زدني . قال : ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم ) . وقال محمد بن إسحاق : قال نافع : عن عبد الله بن عمير ، عن عمر - رضي الله عنه - في حديثه قال : وكنا نقول ما الله بقابل ممن افتتن صرفا ولا عدلا ولا توبة ، عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاء أصابهم . قال : وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم . قال : فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة ، أنزل الله فيهم وفي قولنا وقولهم لأنفسهم : ( يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب ثم لا تنصرون واتبعوا أحسن ما أنزل إليكم من ربكم من قبل أن يأتيكم العذاب بغتة وأنتم لا تشعرون ) . قال عمر ، رضي الله عنه : فكتبتها بيدي في صحيفة ، وبعثت بها إلى هشام بن العاص قال : فقال هشام : لما أتتني جعلت أقرؤها بذي طوى أصعد بها فيه وأصوت ولا أفهمها ، حتى قلت : اللهم أفهمنيها . قال : فألقى الله في قلبي أنها إنما أنزلت فينا ، وفيما كنا نقول في أنفسنا ، ويقال فينا . فرجعت إلى بعيري فجلست عليه ، فلحقت برسول الله - صلى الله عليه وسلم - بالمدينة .
تفسير ابن كثير.

الإعراب

( قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ۚ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) الزمر (53)

«قُلْ» أمر فاعله مستتر «يا عِبادِيَ» يا حرف نداء ومنادى مضاف وياء المتكلم مضاف إليه «الَّذِينَ» صفة عبادي «أَسْرَفُوا» ماض وفاعله والجملة صلة وجملة قل مستأنفة وجملة يا عبادي مقول القول «عَلى أَنْفُسِهِمْ» متعلقان بأسرفوا «لا» ناهية «تَقْنَطُوا» مضارع مجزوم والواو فاعله «مِنْ رَحْمَةِ» متعلقان بتقنطوا «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه «إِنَّ اللَّهَ» إن ولفظ الجلالة اسمها «يَغْفِرُ» مضارع مرفوع فاعله مستتر والجملة خبر إنّ «الذُّنُوبَ» مفعول به «جَمِيعاً» حال «إِنَّهُ» إن واسمها «هُوَ» ضمير فصل «الْغَفُورُ» خبر إن «الرَّحِيمُ» خبر ثان والجملة الاسمية تعليل