مشاركة مميزة

حديث ثمانين غاية من صحيح البخاري

بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ الْغَدْرِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِن...

الخميس، 15 يونيو 2017

بَاب حُجَّةِ مَنْ قَالَ الْبَسْمَلَةُ آيَةٌ مِنْ أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ سِوَى بَرَاءَةٌ 

بَاب حُجَّةِ مَنْ قَالَ الْبَسْمَلَةُ آيَةٌ مِنْ أَوَّلِ كُلِّ سُورَةٍ سِوَى بَرَاءَةٌ 

400 حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ السَّعْدِيُّحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ  أَخْبَرَنَاالْمُخْتَارُ بْنُ فُلْفُلٍ عَنْ  أَنَسِ بْنِ مَالِكٍح وَحَدَّثَنَا  أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَوَاللَّفْظُ لَهُ حَدَّثَنَا  عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍعَنْ الْمُخْتَارِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ  بَيْنَا  رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ بَيْنَ أَظْهُرِنَا إِذْ أَغْفَى إِغْفَاءَةً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مُتَبَسِّمًا فَقُلْنَا مَا أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ أُنْزِلَتْ عَلَيَّ آنِفًا سُورَةٌ فَقَرَأَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ  ( إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ  الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ )  ثُمَّ قَالَ أَتَدْرُونَ  مَا الْكَوْثَرُ فَقُلْنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ فَإِنَّهُ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِ خَيْرٌ كَثِيرٌ هُوَ حَوْضٌ تَرِدُ عَلَيْهِ أُمَّتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ فَيُخْتَلَجُ الْعَبْدُ مِنْهُمْ فَأَقُولُ رَبِّ إِنَّهُ مِنْ أُمَّتِي فَيَقُولُ مَا تَدْرِي مَا أَحْدَثَتْ بَعْدَكَ زَادَ ابْنُ حُجْرٍ  فِي  حَدِيثِهِ بَيْنَ أَظْهُرِنَا فِي الْمَسْجِدِ وَقَالَ مَا أَحْدَثَ بَعْدَكَ حَدَّثَنَا  أَبُو كُرَيْبٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْعَلَاءِ أَخْبَرَنَا  ابْنُ فُضَيْلٍ عَنْ مُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ  قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ أَغْفَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِغْفَاءَةً بِنَحْوِ حَدِيثِ ابْنِ مُسْهِرٍ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ نَهْرٌ وَعَدَنِيهِ رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فِي الْجَنَّةِ عَلَيْهِ حَوْضٌ وَلَمْ يَذْكُرْ آنِيَتُهُ عَدَدُ النُّجُومِ 

رواه مسلم

شرح النووي على مسلم

 فيه ( أنس رضي الله عنه - قال : بينا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بين أظهرنا إذ أغفى إغفاءة ، ثم رفع رأسه متبسما ، فقلنا : ما أضحكك يا رسول الله ، ؟ قال : أنزلت علي آنفا سورة فقرأ بسم الله الرحمن الرحيم إنا أعطيناك الكوثر فصل لربك وانحر إن شانئك هو الأبتر ثم قال : أتدرون ما الكوثر ؟ فقلنا : الله ورسوله أعلم . قال : فإنه نهر وعدنيه ربي - عز وجل - ، عليه خير كثير ،  هو حوض يرد عليه أمتي يوم القيامة ، آنيته عدد النجوم ، فيختلج العبد منهم فأقول : رب إنه منأمتي فيقال : ما تدري ما أحدثوا بعدك وفي رواية ( ما أحدث ) وفيها بين أظهرنا في المسجد . 

قوله : ( بينا ) قال الجوهري : ( بينا ) فعل أشبعت الفتحة فصارت ألفا واصلة ، ومن قال : وبينما بمعناه زيدت فيه ( ما ) يقول : بينا نحن نرقبه أتانا أي أتانا بين أوقات رقبتنا إياه ، ثم حذف المضاف الذي هو أوقات قال : وكان الأصمعي يخفض ما بعد ( بينا ) إذا صلح في موضعه ( بين ) ، وغيره ما بعد بينا وبينما على الابتداء ، والخبر قوله : بينا أظهرنا أي بيننا . قوله : ( أغفى إغفاءة ) أي نام . وقوله : ( آنفا ) أي قريبا وهو بالمد ، ويجوز القصر في لغة قليلة ،  وقد قرئ به في السبع . ( والشانئ ) المبغض ، و ( الأبتر ) هو المنقطع العقب ، وقيل : المنقطع عن كل خبر قالوا : أنزلت في العاص بن وائل ، و ( الكوثر ) هنا نهر في الجنة كما فسره النبي - صلى الله عليه وسلم - ، وهو في موضع آخر عبارة عن الخير الكثير ، وقوله : ( يختلج ) أي ينتزع ويقتطع . 

في هذا الحديث فوائد منها أن البسملة في أوائل السور من القرآن ، وهو مقصود مسلم بإدخال الحديث هنا . وفيه جواز النوم في المسجد ، وجوازنوم الإنسان بحضرة أصحابه ، وأنه إذا رأى التابع من متبوعه تبسما أو غيره مما يقتضي حدوث أمر يستحب له أن يسأل عن سببه وفيه إثبات الحوض ، والإيمان به واجب وسيأتي بسطه حيث ذكر مسلمأحاديثه في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى . 

وقوله : ( لا تدري ما أحدثوا بعدك ) تقدم شرحه في أول كتاب الطهارة . والله أعلم . 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق