مشاركة مميزة

حديث ثمانين غاية من صحيح البخاري

بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ الْغَدْرِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِن...

الاثنين، 19 يونيو 2017

إحدى الحسنيين والحرب سجال

بَاب قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ( قُلْ هَلْ  تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ) وَالْحَرْبُ سِجَالٌ 

2650 حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍحَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي  يُونُسُعَنْ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ  عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ  عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍأَخْبَرَهُ أَنَّ  أَبَا سُفْيَانَ بْنَ حَرْبٍأَخْبَرَهُ  أَنَّ هِرَقْلَ قَالَ لَهُ سَأَلْتُكَ  كَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ فَزَعَمْتَ أَنَّ الْحَرْبَ سِجَالٌ وَدُوَلٌ فَكَذَلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ثُمَّ تَكُونُ لَهُمْ الْعَاقِبَةُ 

رواه البخاري ومسلم واحمد

فتح الباري شرح صحيح البخاري

قوله : ( باب قول الله عز وجل قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين سيأتي في تفسير براءة تفسيرإحدى الحسنيين بأنه الفتح أو الشهادة ، وبه تتبين مناسبة قول المصنف بعد هذا ( والحرب سجال )وهو بكسر المهملة وتخفيف الجيم أي تارة وتارة ، ففي غلبة المسلمين يكون لهم الفتح وفي غلبة المشركين يكون للمسلمين الشهادة . 

ثم أورد المصنف طرفا من حديث أبي سفيان في قصة هرقل ، وقد تقدم شرحه في كتاب بدء الوحي ، والغرض منه قوله فيه " فزعمت أن الحرب بينكم سجال أو دول ، وقال ابن المنير التحقيق أنه ما ساق حديث هرقل إلا لقوله " وكذلك الرسل تبتلى ثم تكون لهم العاقبة قال : فبذلك يتحقق أن لهم  إحدى الحسنيين ، إن انتصروا فلهم العاجلة والعاقبة وإن انتصر عدوهم فللرسل العاقبة انتهى . وهذا لا يستلزم نفي التقدير الأول ولا يعارضه ، بل الذي يظهر أن الأول أولى لأنه من نقل أبي سفيان عن حال النبي صلى الله عليه وسلم ، وأما الآخر فمن قول هرقل مستندا فيه إلى ما تلقفه من الكتب . 

نكتة ) : 

أفاد القزاز أن دال " دول " مثلثة . 


تفسير ابن كثير
قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ( 52 ) قل أنفقوا طوعا أو كرها لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين ( 53 ) وما منعهم أن تقبل منهم نفقاتهم إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى ولا ينفقون إلا وهم كارهون ( 54 ) ) 

يقول تعالى : ( قل ) لهم يا محمد : ( هل تربصون بنا؟ أي : تنتظرون بنا ( إلا إحدى الحسنيين شهادة أو ظفر بكم . قاله ابن عباس ، ومجاهد ، وقتادة ، وغيرهم . ( ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا أي : ننتظر بكم هذا أو هذا ، إما أن يصيبكم الله بقارعة من عنده أو بأيدينا ، بسبي أو بقتل ، ( فتربصوا إنا معكم متربصون 

وقوله : ( قل أنفقوا طوعا أو كرها أي : مهما أنفقتم من نفقة طائعين أو مكرهين ( لن يتقبل منكم إنكم كنتم قوما فاسقين 

ثم أخبر تعالى عن سبب ذلك ، وهو أنهم لا يتقبل منهم ، ( إلا أنهم كفروا بالله وبرسوله أي : [ قد كفروا ] والأعمال إنما تصح بالإيمان ، ( ولا يأتون الصلاة إلا وهم كسالى أي : ليس لهم قصد صحيح ، ولا همة في العمل ، ( ولا ينفقون نفقة ( إلا وهم كارهون 

وقد أخبر الصادق المصدوق أن الله لا يمل حتى تملوا ، وأنه طيب لا يقبل إلا طيبا ؛ فلهذا لا يتقبل الله من هؤلاء نفقة ولا عملا لأنه إنما يتقبل من المتقين . 


الإعراب


( قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ ۖ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا ۖ فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ ) التوبة (52) 


«قُلْ» الجملة مستأنفة «هَلْ» حرف استفهام يفيد الإنكار والنفي. «تَرَبَّصُونَ» أصلها تتربصون مضارع مرفوع بثبوت النون ، والواو فاعل. «بِنا» متعلقان بالفعل. «إِلَّا» أداة حصر. «إِحْدَى» مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة المقدرة على الألف للتعذر. «الْحُسْنَيَيْنِ» مضاف إليه مجرور وعلامة جره الياء لأنه مثنى. والجملة مقول القول. «وَنَحْنُ» ضمير منفصل في محل رفع مبتدأ ، والواو عاطفة. «نَتَرَبَّصُ» مضارع والفاعل نحن والجملة معطوفة. «بِكُمْ» متعلقان بالفعل. «أَنْ يُصِيبَكُمُ» المصدر المؤول من أن الناصبة والفعل المضارع بعدها في محل نصب مفعول به أي ونحن نتربص إصابتكم بعذاب .. «اللَّهُ» لفظ الجلالة فاعل. «بِعَذابٍ» متعلقان بالفعل قبلهما «مِنْ عِنْدِهِ» متعلقان بمحذوف صفة لعذاب. «أَوْ» حرف عطف. «بِأَيْدِينا» الباء حرف جر. «أيدي» اسم مجرور وعلامة جره الكسرة المقدرة على الياء ، ونا ضمير متصل في محل جر بالإضافة ، وهو اسم معطوف على من عنده. «فَتَرَبَّصُوا» فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل ، والفاء هي الفصيحة والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم مقدر. «إِنَّا» إن واسمها «مَعَكُمْ» ظرف متعلق بالخبر و«مُتَرَبِّصُونَ» خبرها. والجملة مستأنفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق