مشاركة مميزة

حديث ثمانين غاية من صحيح البخاري

بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ الْغَدْرِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِن...

الأربعاء، 29 مارس 2017

الغرباء

145 حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادٍ وَابْنُ أَبِي عُمَرَ جَمِيعًا عَنْ مَرْوَانَ الْفَزَارِيِّ قَالَ ابْنُ عَبَّادٍ حَدَّثَنَا مَرْوَانُ عَنْ يَزِيدَ يَعْنِي ابْنَ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ

شرح النووي على مسلم
[ ص: 333 ] باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا ( وأنه يأرز بين المسجدين )

فيه قوله - صلى الله عليه وسلم - بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ غريبا فطوبى للغرباء وهو يأرز بين المسجدين كما تأرز الحية في جحرها وفي الرواية الأخرى إن الإيمان ليأرز إلى المدينة كما تأرز الحية إلى جحرها

أما ألفاظ الباب ففيه أبو حازم عن أبي هريرة واسم أبي حازم هذا سلمان الأشجعي مولى عزة الأشجعية وتقدم أن اسم أبي هريرة عبد الرحمن بن صخر على الأصح من نحو ثلاثين قولا

وقوله - صلى الله عليه وسلم - بدأ الإسلام غريبا كذا ضبطناه بدأ بالهمز من الابتداء

و طوبى فعلى من الطيب قاله الفراء قال وإنما جاءت الواو لضمة الطاء قال وفيها لغتان تقول العرب طوباك و طوبى لك وأما معنى طوبى فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى طوبى لهم وحسن مآب فروي عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن معناه فرح وقرة عين وقال عكرمة نعم ما لهم وقال الضحاك غبطة لهم وقال قتادة حسنى لهم وعن قتادة أيضا معناه أصابوا خيرا وقال إبراهيم خير لهم وكرامة وقال ابن عجلان دوام الخير وقيل الجنة وقيل شجرة في الجنة وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث والله أعلم

بَاب مَا جَاءَ أَنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا

2629 حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ غِيَاثٍ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ أَبِي إِسْحَقَ عَنْ أَبِي الْأَحْوَصِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا كَمَا بَدَأَ فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ وَفِي الْبَاب عَنْ سَعْدٍ وَابْنِ عُمَرَ وَجَابِرٍ وَأَنَسٍ وَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ مِنْ حَدِيثِ ابْنِ مَسْعُودٍ إِنَّمَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ عَنْ الْأَعْمَشِ وَأَبُو الْأَحْوَصِ اسْمُهُ عَوْفُ بْنُ مَالِكِ بْنِ نَضْلَةَ الْجُشَمِيُّ تَفَرَّدَ بِهِ حَفْص

تحفة الأحوذي
[ ص: 318 ] قوله : ( إن الإسلام بدأ غريبا ) قال النووي في شرح مسلم : بدأ بالهمزة من الابتداء . قال القاضي عياض في قوله غريبا : روى ابن أبي أويس عن مالك -رحمه الله- تعالى أن معناه في المدينة وأن الإسلام بدأ بها غريبا وسيعود إليها : قال القاضي : وظاهر الحديث العموم وأن الإسلام بدأ في آحاد من الناس وقلة ، ثم انتشر فظهر ثم سيلحقه النقص والاختلال حتى لا يبقى إلا في آحاده وقلة أيضا كما بدأ ( فطوبى ) قال النووي : طوبى فعلى من الطيب قاله الفراء ، وقال : إنما جاءت الواو لضمة الطاء وأما معنى طوبى فاختلف المفسرون في معنى قوله تعالى : ( طوبى لهم ) فروي عن ابن عباس -رضي الله عنه- أن معناه فرح وقرة عين . وقال عكرمة : نعم ما لهم - وقال الضحاك : غبطة لهم . وقال قتادة : حسنى لهم . وقال إبراهيم : خير لهم وكرامة .

وقال ابن عجلان : دوام الخير ، وقيل الجنة ، وقيل : شجرة في الجنة وكل هذه الأقوال محتملة في الحديث ، انتهى كلام النووي ( للغرباء ) أي المسلمين الذين في أوله وآخره لصبرهم على الأذى ، وقيل : المراد بالغرباء المهاجرون الذين هجروا إلى الله . قال القاري : والأظهر أنهم هم الذين يصلحون ما أفسد الناس من بعده من سنته ، كما ورد مفسرا في حديث عمرو بن عوف يعني حديثه الآتي في هذا الباب . وقد صنف الحافظ أبو الفرج عبد الرحمن بن رجب الحنبلي في شرح هذا الحديث رسالة سماها " كشف الكربة في وصف حال أهل الغربة " ، وقد طبعت بمصر وشاعت .

قوله : ( وفي الباب عن سعد وابن عمر وجابر وأنس وعبد الله بن عمرو ) أما حديث سعد وهو ابن أبي وقاص فأخرجه أحمد ، وأما حديث ابن عمر فأخرجه مسلم ، وأما حديث جابر فأخرجه الطبراني ، وأما حديث أنس فأخرجه ابن ماجه وأما حديث عبد الله بن عمرو فلينظر من أخرجه .

[ ص: 319 ] قوله : ( هذا حديث حسن غريب صحيح من حديث ابن مسعود ) وأخرجه ابن ماجه .

قوله : ( وأبو الأحوص اسمه عوف بن مالك بن نضلة الجشمي ) بضم الجيم وفتح المعجمة الكوفي مشهور بكنيته ثقة من الثالثة ، قتل في ولاية الحجاج على العراق .

3987 حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ يَحْيَى حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ أَنْبَأَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ وَابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ الْإِسْلَامَ بَدَأَ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ

بَاب بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا

3986 حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ وَيَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ وَسُوَيْدُ بْنُ سَعِيدٍ قَالُوا حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ كَيْسَانَ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ

حاشية السندي على ابن ماجه
قوله : ( بدا ) يحتمل أن يكون بلا همزة ، أي : ظهر ، أو بهمزة ، أي : ابتدأ ، والثاني هو الأشهر على الألسنة ، ويؤيده المقابلة بالعود فإن العود يقابل [ ص: 478 ] بالابتداء (غريبا ) أي : لقلة أهله وأصل الغريب البعيد من الوطن (وسيعود غريبا ) بقلة من يقوم به ويعين عليه ، وإن كان أهله كثيرا (للغرباء ) القائمين بأمره وطوبى فعلى من الطيب وتفسر بالجنة وبشجرة عظيمة فيها وفيه تنبيه على أن نصرة الإسلام والقيام بأمره يصير محتاجا إلى التغرب عن الأوطان والصبر على مشاق الغربة كما كان في أول الأمر . ٌ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق