مشاركة مميزة

حديث ثمانين غاية من صحيح البخاري

بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ الْغَدْرِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِن...

الأحد، 2 أكتوبر 2016

قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور

( هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) آل عمران (119).

وقوله تعالى : ( ها أنتم أولاء تحبونهم ولا يحبونكم وتؤمنون بالكتاب كله ) أي : أنتم - أيها المؤمنون - تحبون المنافقين مما يظهرون لكم من الإيمان ، فتحبونهم على ذلك وهم لا يحبونكم ، لا باطنا ولا ظاهرا ( وتؤمنون بالكتاب كله ) أي : ليس عندكم في شيء منه شك ولا ريب ، وهم عندهم الشك والريب والحيرة . وقال محمد بن إسحاق : حدثني محمد بن أبي محمد ، عن عكرمة أو سعيد بن جبير ، عن ابن عباس : ( وتؤمنون بالكتاب كله ) أي : بكتابكم وكتابهم ، وبما مضى من الكتب قبل ذلك ، وهم يكفرون بكتابكم ، فأنتم أحق بالبغضاء لهم ، منهم لكم . رواه ابن جرير . ( وإذا لقوكم قالوا آمنا وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) والأنامل : أطراف الأصابع ، قاله قتادة . وقال الشاعر : أود كما ما بل حلقي ريقتي وما حملت كفاي أنملي العشرا وقال ابن مسعود ، والسدي ، والربيع بن أنس : ( الأنامل ) الأصابع . وهذا شأن المنافقين يظهرون للمؤمنين الإيمان والمودة ، وهم في الباطن بخلاف ذلك من كل وجه ، كما قال تعالى : ( وإذا خلوا عضوا عليكم الأنامل من الغيظ ) وذلك أشد الغيظ والحنق ، قال الله تعالى :

( قل موتوا بغيظكم إن الله عليم بذات الصدور ) أي : مهما كنتم تحسدون عليه المؤمنين ويغيظكم ذلك منهم ، فاعلموا أن الله متم نعمته على عباده المؤمنين ، ومكمل دينه ، ومعل كلمته ، ومظهر دينه ، فموتوا أنتم بغيظكم

( إن الله عليم بذات الصدور ) أي : هو عليم بما تنطوي عليه ضمائركم ، وتكنه سرائركم من البغضاء والحسد والغل للمؤمنين ، وهو مجازيكم عليه في الدنيا بأن يريكم خلاف ما تؤملون ، وفي الآخرة بالعذاب الشديد في النار التي أنتم خالدون فيها ، فلا خروج لكم منها .

الاعراب

( هَا أَنتُمْ أُولَاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلَا يُحِبُّونَكُمْ وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتَابِ كُلِّهِ وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا عَضُّوا عَلَيْكُمُ الْأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ ۚ قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ ) آل عمران (119) «ها» الهاء للتنبيه «أَنْتُمْ» مبتدأ «أُولاءِ» خبر «تُحِبُّونَهُمْ» فعل مضارع وفاعل ومفعول به والجملة حالية «وَلا يُحِبُّونَكُمْ» الواو عاطفة لا نافية والجملة معطوفة «وَتُؤْمِنُونَ بِالْكِتابِ كُلِّهِ» كله توكيد والجار والمجرور متعلقان بالفعل المضارع تؤمنون قبلهما والجملة معطوفة «وَإِذا لَقُوكُمْ» الواو استئنافية إذا ظرف لما يستقبل من الزمن متعلق بقالوا لقوكم فعل ماض وفاعل ومفعول به والجملة في محل جر بالإضافة وجملة «قالُوا» الجملة لا محل لها من الإعراب جواب شرط غير جازم «آمَنَّا» ماض وفاعله والجملة مستأنفة «وَ» عاطفة «إِذا» ظرف زمان يتضمن معنى الشرط «خَلَوْا ماض وفاعله والجملة مضاف إليه «عَضُّوا» ماض وفاعله والجملة لا محل لها جواب شرط غير جازم «عَلَيْكُمُ» متعلقان بعضوا «الْأَنامِلَ» مفعول به ، «مِنَ الْغَيْظِ» متعلقان بمحذوف تمييز أي حقدا من الغيظ. «قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ» جملة موتوا مقول القول وجملة «قُلْ» مستأنفة «مُوتُوا» أمر وفاعل والجملة مقول القول «بِغَيْظِكُمْ» متعلقان بموتوا «إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ» إن ولفظ الجلالة اسمها وعليم خبرها. «بِذاتِ» متعلقان بعليم «الصُّدُورِ» مضاف إليه والجملة مستأنفة أو تعليلية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق