مشاركة مميزة

حديث ثمانين غاية من صحيح البخاري

بَاب مَا يُحْذَرُ مِنْ الْغَدْرِ وَقَوْلِهِ تَعَالَى ( وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِن...

الأحد، 2 أكتوبر 2016

يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ) التوبة (38)

هذا شروع في عتاب من تخلف عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في غزوة تبوك ، حين طابت الثمار والظلال في شدة الحر وحمارة القيظ ، فقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا ما لكم إذا قيل لكم انفروا في سبيل الله ) أي : إذا دعيتم إلى الجهاد في سبيل الله ( اثاقلتم إلى الأرض ) أي : تكاسلتم وملتم إلى المقام في الدعة والخفض وطيب الثمار ، ( أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة ) أي : ما لكم فعلتم هكذا ؟ أرضا منكم بالدنيا بدلا من الآخرة . ثم زهد تبارك وتعالى في الدنيا ، ورغب في الآخرة ، فقال : ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) كما قال الإمام أحمد . حدثنا وكيع ويحيى بن سعيد قالا حدثنا إسماعيل بن أبي خالد ، عن قيس ، عن المستورد أخي بني فهر قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ما الدنيا في الآخرة إلا كما يجعل إصبعه هذه في اليم ، فلينظر بم ترجع ؟ وأشار بالسبابة . انفرد بإخراجه مسلم . وقال ابن أبي حاتم : حدثنا بشر بن مسلم بن عبد الحميد الحمصي ، حدثنا الربيع بن روح ، حدثنا محمد بن خالد الوهبي ، حدثنا زياد - يعني الجصاص - عن أبي عثمان قال : قلت : يا أبا هريرة ، سمعت من إخواني بالبصرة أنك تقول : سمعت نبي الله يقول : إن الله يجزي بالحسنة ألف ألف حسنة ، قال أبو هريرة : بل سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : إن الله يجزي بالحسنة ألفي ألف حسنة ، ثم تلا هذه الآية : ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) فالدنيا ما مضى منها وما بقي منها عند الله قليل . وقال [ سفيان ] الثوري ، عن الأعمش في الآية : ( فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل ) قال : كزاد الراكب . وقال عبد العزيز بن أبي حازم عن أبيه : لما حضرت عبد العزيز بن مروان الوفاة قال : ائتوني بكفني الذي أكفن فيه أنظر إليه ، فلما وضع بين يديه نظر إليه فقال : أما لي من كبير ما أخلف من الدنيا إلا هذا ؟ ثم ولى ظهره فبكى وهو يقول أف لك من دار ، إن كان كثيرك لقليل ، وإن كان قليلك لقصير ، وإن كنا منك لفي غرور .

الاعراب

( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ ۚ أَرَضِيتُم بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ ۚ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ ) التوبة (38) «يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا» سبق اعرابها «ما لَكُمْ» ما اسم استفهام مبني على السكون في محل رفع مبتدأ. «لَكُمْ» متعلقان بمحذوف خبر المبتدأ. والجملة الاسمية ابتدائية. «إِذا» ظرف لما يستقبل من الزمان ، خافض لشرطه ، منصوب بجوابه. «قِيلَ» فعل ماض مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير مستتر أي القول «لَكُمْ» متعلقان بالفعل ، والجملة في محل جر بالإضافة. «انْفِرُوا» فعل أمر مبني على حذف النون ، والواو فاعل. «فِي سَبِيلِ» متعلقان بالفعل. «اللَّهِ» لفظ الجلالة مضاف إليه والجملة في محل نصب مفعول به وأجاز بعضهم إعرابها نائب فاعل. «اثَّاقَلْتُمْ» أصلها تثاقلتم فعل ماض مبني على السكون والتاء فاعل ، والجملة لا محل لها جواب شرط وقيل حالية أي عذركم حالة كونكم متثاقلين. «إِلَى الْأَرْضِ» متعلقان بالفعل اثاقلتم. «أَرَضِيتُمْ» فعل ماض والتاء فاعله ، والهمزة للاستفهام ، «بِالْحَياةِ» متعلقان بالفعل. «الدُّنْيا» صفة مجرورة وعلامة جرها الكسرة المقدرة على الألف للتعذر. «مِنَ الْآخِرَةِ» متعلقان بمحذوف حال أي بديلا من الآخرة ، والجملة مستأنفة. «فَما» الفاء استئنافية. ما نافية. «مَتاعُ» مبتدأ. «الْحَياةِ» مضاف إليه. «الدُّنْيا» صفة. «فِي الْآخِرَةِ» متعلقان بمحذوف حال من متاع أي محسوبا في الآخرة. «إِلَّا» أداة حصر. «قَلِيلٌ» خبر المبتدأ والجملة الاسمية مستأنفة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق